المادة    
  1. عدم فهم الولاء والبراء

     المرفق    
    السؤال: بماذا تنصحون من يفرح بعد هذه الأحداث، ويقول: نريد أن تحتلنا أمريكا؟
    الجواب: يكفيكم أن تسمعوا مثل هذا الكلام؛ لتعلموا أن الأمة بحاجة إلى العقيدة الصحيحة، وإلى بيان الولاء والبراء، وإلى بيان ما حذَّر الله تبارك وتعالى منه من عداوة الكفار وضررهم لنا، ونسأل الله لهذا الأخ الهداية والتوبة، ويجب عليه أن يتوب ويستغفر الله، وليعلم أنه قد قال قولاً عظيماً، نخاف على إيمانه والعياذ بالله.
  2. مخالفة الشيخ لفتوى هيئة كبار العلماء وحجته في ذلك

     المرفق    
    السؤال: يقول بعض الإخوة: في شريطكم الأخير خالفتم بعض العلماء في جواز الاستعانة بالكفار، فما جوابكم حول بطلان بعض الأدلة التي طرحتموها؟
    الجواب: بالنسبة لبيان هيئة كبار العلماء: لم يكن إلا في الضرورة، وأنا أقول: نعم! الضرورة تبيح أكل الميتة -نسأل الله العفو العافية- قد يكون هذا ضرورة، لكن أنا لا أتكلم عن الواقع، وهل الضرورة موجودة أم غير موجودة؟! وقد ذكرت ما سمعتَ حول الموضوع، لكني أقول: إذا بقي الاستدلال على الضرورة، فيبقى الخلاف في تطبيقها على الواقع، وهل هو ضرورة أو غير ضرورة؟ أما إذا استدل بأدلة غير صحيحة فيجب على الإنسان أن يتكلم.
    قد يقول الأخ: إن هناك بيان هيئة كبار العلماء؟ أقول: فليس في بيان هيئة كبار العلماء أي دليل، فقد ذكر بعض مشايخنا الأفاضل -الذين نُجِّلهم، بل وإن كان فينا خير فهو جزء مما تعلمناه منهم- فقد ذكروا أدلة لا أرى ولا أدين لله بأنها صحيحة مثل حديث خزاعة، وهي قبيلة مؤمنة مسلمة، يقول: رئيسهم عمرو بن سالم:
    هم بيتونا بالهجيع رقدا             وقتلونا ركعاً وسجدا
    يا رب إني ناشد محمدا            حلف أبينا وأبيه الأتلدا
    فقتلونا ركعاً وسجدًا، فهم مؤمنون يركعون ويسجدون؛! فدخلوا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فحاشاه أن يستعين بمشرك، وقد صح عنه ذلك فقال: {إنا لا نستعين بمشرك} أي إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين، فهذه قاعدة قالها على سبيل القاعدة العامة، ولم يثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعان بكافر في أي غزوة من الغزوات.
    أما ما قيل من يهود خيبر، فالحديث في هذا مرسل، بل هو منقطع أيضاً.
    أوما قيل من حديث عبد الله بن أريقط من أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتخذه في أحكام الإجارة، والإجارة غير الجهاد. فليعلم أن الإجارة شيء والجهاد شيء آخر.
    وهناك أدلة أخرى ليس المجال هنا لتفصيلها، أما كلامنا الماضي فما كان إلا مجملاً لكن لا مانع لديَّ على الإطلاق أن نتباحث في مسألة صح الاستدال بها مثلاً، وأعدكم أنه إذا صح لي الاستدلال بأي حديث منها أن أقوله ولا حرج في ذلك أبداً.
  3. فتن المشرق

     المرفق    
    السؤال: ما هي الفتنة التي تخرج من نجد أو العراق؟.
    الجواب: هذه إحدى الفتن، أي: الفتن من قبل المشرق كما أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أنه تأتي الفتنة ويراد بها جنس الفتن، فتكون من المشرق عموماً.
    انظروا إلى الجناح الغربي من العالم الإسلامي: كم ظهر فيه من الفتن في القديم والحديث؟
    قليل، كفتنة ابن تومرت، وبعض الدويلات، وزيرة الخارجية التي قامت هناك فهي فتنة عادية.
    أما بالنسبة للشرق فكم وراءه من فتن؟! انتهينا من فتنة الخميني فجاءت فتنة البعثية، وقبلها وقبلها... فتن دائمة، فمن قبل ذلك كانت الباطنية، ثم جاء جيش التتار من الشرق، فهي فتن عظيمة جداً، وهذه إحدى هذه الفتن نسأل الله أن ينجي بلادنا منها.
  4. حديث لا يغلب اثنا عشر ألفاً

     المرفق    
    السؤال: نريد منكم شرح حديث لا يُغلب اثنا عشر ألف من قلة؟
    الجواب: نعم، العبرة ليست بالعدد، فاثنا عشر ألفاً وليس فيهم تارك صلاة لا يغلبون من قلة؛ فإن غلبوا وهزموا فليست غلبتهم وهزيمتهم لقلة العدد، ولكن لسبب آخر غير القلة، وفي هذا بيان بأننا لا نحارب أعداء الله بعددنا، ولا بعدتنا، وإنما نحاربهم (بأننا مؤمنون وهم كافرون).
    كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى سعد بن أبي وقاص فقال: [[إنما يغلب المسلمون عدوهم بتقواهم لله ومعصية عدوهم له، فإذا استوينا نحن وهم في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة]] أي: في كثرة الدبابات أو كثرة المجندين إلى غير ذلك؛ إذا استوينا نحن وهم في المعصية والأمر الآخر أنه إذا عصى الله من يعرفه سلط عليه من لا يعرفه، وهذه سنة من سنن الله قد ذكرها الله في القرآن في أول سورة الإسراء عندما سلط بختنصر على بني إسرائيل فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً.
    فكذلك يسلط الله تعالى على المؤمنين إذا هم عصوه وخالفوا أمره، وألقوا كتاب الله خلف ظهورهم، ولم يحكموا دينه وشرعه فإنه يسلط عليهم الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله -أصلاً- عقوبةً وعذاباً لهم حتى يرجعوا إلى دينهم.
  5. إهمال إعداد سلاح الحرب وإعداد الأرزاق فقط ينافي التوكل

     المرفق    
    السؤال: ما حكم الاهتمام الزائد بتخزين الأقوات والأرزاق مع إهمال، ما هو أهم من ذلك هل ينافي كمال التوكل؟
    الجواب: هذا ينطبق عليه ما ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أننا: ركنا إلى الدنيا وكرهنا الموت، وأخذنا بأذناب البقر، واشتغلنا بالزرع، وتركنا الجهاد، وأصبح همنا في هذه الدنيا: الطعام، والشراب.
    فقد كان العربي في الجاهلية يهجي:
    دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
    سبحان الله! ما كان يهجى به العربي في الجاهلية ويأنف منه الآن، فنحن الآن نفرح إذا بُشِّرنا بالطعام والشراب، قد كان هذا موجودًا في الجاهلية، لكن الإسلام ليس فيه إلا أن المؤمن يعلم أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأننا أمة جهاد، أمة شهادة.
    فهذا العمل من ضعف التوكل على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وعلامةًً على ركوننا إلى هذه الدنيا، ومحبتنا وإيثارنا لها على الجنة.
    ولكن هذا لا يعني أن المسلم لا يأخذ بالأسباب في وقتها أو متى جاءت، ولكن الهلع عندما يدب إلى النفوس من قلة الأرزاق أو الغازات الكيماوية أو غيرها يجعلنا نتصرف تصرفات أشبه بالمعتوهين المذعورين، والأمر بعيد، وقد لا يصل إلى هذا الحد -والحمد لله- فسواحلنا ضخمة، موانئنا كبيرة وكثيرة على البحر، ومنافذنا كثيرة وواسعة، بل إن العالم يحتاج أن يبيع لنا.
    والذي يجب أن نكون عليه (الإيمان بالله، وأن نعد العدة لكي نجهاد في سبيل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، مع أنه لم ينقصنا المال ولم تنقصنا التعبئة العامة.
    ففي أي بلد -في العالم- يواجه حالة حرب، فإن من بديهيات العمل العسكري أن التعبئة العامة تكون بجمع (10%) من السكان، والعراق لم يُعد (10%) -مثلاً- فنحن إذا أعددنا (10%) والله لن تقف أمامنا أي قوة؛ فالمال موجود ولسنا نحن فقط حتى الكويت وغيرها؛ لأن الحرب الآن ليست بكثرة البشر أو كثرة العدد أو الدبابات، بل إن المؤمن الصادق والجاد -وإن لم يكن مؤمناً كحال الدول الغربية عليه أن يعد العدة، فبالإمكان وضع حواجز رهيبة جداً، لا يمكن لدبابات صدام أن تتعداها.
    نعم! نستطيع فعل ذلك؛ لكن المشكلة ليست في العدد والعدة، ولكنها هل أردنا ذلك، قال تعالى: ((وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً))[التوبة:46] فنحن في عصرٍ إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، وهذا سعي العالم، ومن كان جاهلاً فليعلم أنه كلما قيل: '' إن هؤلاء إخواننا، وهؤلاء جيراننا، وهناك معاهدات! دولية بيننا وبينهم'' وأمريكا وروسيا لن ترضيا، كله تبختر ساعة العدوان. إذاً ما الحل؟
    الحل: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ))[الأنفال:60].
    أبداً: لا يستطيع أحد بأن يفكر أن يعتدي عليك إذا علم أن لديك القوة الكافية الرادعة. ولله الحمد والمنة، الذي أعطانا إمكانيات بشرية ومادية وحدودية، فلو صدقنا مع الله، وأردنا الجهاد، والله إننا لنستطيعه وحدنا وبمفردنا، ولينصرنا الله، ولنفتحن البلاد -أيضاً- ولندخلنها تحت شرع الله، فإن أبينا فإن الله يقول: ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38].
  6. موقف إسرائيل من حرب الخليج

     المرفق    
    السؤال: لماذا إسرائيل الآن تلتزم الصمت هذه الأيام، مع علمي بدورها الأكيد في القضية؟
    الجواب: لا يوجد ظرف مر على إسرائيل أفضل ولا أحسن ولا أنسب من هذا الظرف؛ فالتجمعات العربية تفككت وانهارت، والأمة العربية -كما تسمى- وليس في تاريخنا شيءٌ يسمى أمة عربية وإنما هي أمة إسلامية -لكننا نستخدم ما يقولون!- وإنما هناك مسلمون وهناك من انحاز مع غير المسلمين، فأي شيء تريده إسرائيل أعظم من هذه الفرحة، فإننا نسينا مشكلة اليهود المهاجرين.
    فمنذ الأحداث وأنا أقول -عن نفسي-: هل سمعتم من أعاد موضوع المهاجرين أو ذكره؟ فالانتفاضة تأتي الأخبار عنها قليلة وكذلك كانت الإمدادات الكبيرة للانتفاضة من الكويت ثم انتهت والله المستعان!
    فقد نسينا قضايا إسلامية كبيرة تهم أمريكا وتهم إسرائيل -أيضاً- بسبب هذا الحدث، فنسينا أفغانستان والفلبين وإرتيريا، نسينا مسلمي سريلانكا يقتلون هذه الأيام بالمئات، ونسينا أنهم يذبحون باكستان لأنها أقوى دولة إسلامية وهي التي يمكن أن تهب لنجدة المسلمين في هذه الظروف، فتسلط عليها الهند وقضية كشمير، وأما تركيا فقد جعلوها تابعاً لهم، ويريدون أن يستغلوا هذه الأحداث لضمها ضمن الحلف الأطلسي كاملة، وهو حلف قديم من شروطه: أن لا يكون فيه إلا دول نصرانية، واسمه (الحلف المقدس) الذي كان بضم الدول النصرانية فقط.
    وأما أكثر دولة عربية من الناحية البشرية: مثلاً مصر والتي يمكن أن تؤثر على إسرائيل وغيرها، فلو لم يكن عندها هذه المرة مشكلة، إلا الألوف الذين عادوا بدون أعمال، فكانت مشكلة على مشاكلها السابقة فنقول: من حيث النظرة القريبة أن إسرائيل هذا يوم فرحتها الكبرى، ومع ذلك فإنها قد تتدخل عسكريًا، وإذا تطورت الأحداث ربما تزال دولة الأردن. بحيث تهاجمها إسرائيل لدخول العراق، وهو تهديد قديم.
    فكل دولة في المنطقة قريبة من إسرائيل أو بعيدة إلا ولها -الآن- ما يشغلها عن إسرائيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
  7. الأحداث وما صاحبها من منكرات

     المرفق    
    السؤال: بعد حدوث المصائب العظيمة مازالت المنكرات تعج بها أسواق المسلمين وبيوتهم، وكذلك وسائل الإعلام المسموعة والمرئية (من أغانٍ، ونساء متبرجات) فما تعليقك على هذا مع النصحية؟.
    الجواب: ليس أكثر من قوله تعالى: ((فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[الأنعام:43].
  8. متابعة وسائل الإعلام أثناء الأحداث

     المرفق    
    السؤال: ما رأيكم في من همه متابعة الوسائل والأخبار بدون تمييز ولا وعي، ودون الرجوع إلى الشرع أو إلى أهل العلم، نرجو منكم التوضيح مع الكلام عن ضرر كثير من وسائل الإعلام المضللة؟
    الجواب: العجيب! فعلاً -وإن كان ما يبرره- من كان يعلم أن أخبار المسلمين تأتي من إذاعة لندن ومنتكارلو، أو غيرها، وقد رأيت في مجالس كثيرة عندما تأتي أخبار لندن ومعها منتكارلو فيسمع الشخص واحدة ويسجل الأخرى، ثم يسمعها بعد ذلك فهذه مشكلة! أن نأخذ أخبارنا من عدونا!
    لكن للمشكلة ما يبررها وهو: أننا لا نجد في إعلامنا الإسلامي أو العربي التحليلات!! فلا توجد إلا في الصحافة التي تأتي من الخارج فهي التي تعطي بعض التصريحات، (فمثل بعض التصريحات التي قرأتها لكم التي تأتي من صحف لبنانية ونصرانية). فعندما يكون الإعلام بهذا المنوال فمن الطبيعي جداً أن يسمع الناس؛ لأن عندهم حساسية مرهفة في سماع اللحظة الآنية، ولا يهمهم الأخبار الماضية؛ ولهذا تعجب عندما يقال: ما رأيك هل تُضرب العراق أم لا؟!
    فليست مشكلتنا أنها تضرب أو لا تضرب، بل إن المشكلة في الأسباب والعبر والنتائج ولهذا اضطررت أن أقول: لا أتوقع ضربة..عاجلة؛ لأن هؤلاء يريدون أن يعززوا مواقعهم؛ لأن أي ضربة غير حازمة قد تفشل، ولذلك يقولون: الضربة ستكون في أكتوبر، وبعد ذلك يقولون: في يناير، ليست القضية الضربة وانتهت. وإنما القضية. لماذا جاءوا الإعلام؟ لا شك أنه مظلل ولا سيما الإعلام الخارجي، ويجب أن ننتبه لهذا الجانب ونصحح أوضاعنا الإعلامية، وأن يكون فيما حدث من قصور في إعلامنا نقول لها: إن ما حدث عظة وعبرة، ونوصي إعلامنا والمسؤولين عليه بأن يتقوا الله، وأن يكون الإعلام على مستوى الأحداث -إن شاء الله تعالى- ثم نحن شباب المسلمين أوقاتنا ثمينة، وقد فرطنا في طلب العلم هذه الأيام، وفرطنا في سماع المواعظ! فرطنا في أشياء كثيرة، وقد كان عندي بعض الموضوعات التي أريد أن أتكلم فيها؛ وإذا بالشباب والناس لا يريدون إلا أن أتكلم في هذا الحدث. لكن علينا أن لا نضيع أوقاتنا ويكفينا أن نقرأ تحليلاً أو تحليلات لنعرف ما وراءها، ولنعرف أن هذا الأمر مخطط له من قبل سنوات، وعلينا أن نأخذ العبرة منه ثم ننطلق إلى ما بعد ذلك من الدعوة إلى الله، والصدع بكلمة الحق.
  9. دور العلماء في أحداث الخليج

     المرفق    
    السؤال: أين دور علماء المسلمين في توضيح حقيقة مثل هذه الأحزاب -قبل الأحداث- وأعمالهم الخبيثة؟، وما تفسير ذلك: أهو جهل بواقع الأمة أم ماذا، الذين تكلموا عنها قبل الأحداث فهم قليل وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن الدوسري -رحمه الله- وكل ما نخشاه من سكوت العلماء أن تقع مصيبة ثانية، فما هي كلمتكم لعلماء المسلمين؟
    الجواب: علينا أن لا نضع اللوم على جهة معينة، فما دورنا نحن إلا إمام المسجد أو مدرس أو زميل له زملاء في العمل أو على الأقل أب وله إخوة وزملاء أو أسرة فما دورنا؟!
    لماذا نجعل اللوم على جهة معينة، وخاصة الذي يعيش معتركاً أو ظروفاً معينة تحتم عليه مجاملات أو أوضاعاً صعبة، فنحن في بحبوحة في أن نقول الحق في بيوتنا ونتكلم عن أنفسنا وعن واجبنا. هذه الأحزاب لابد أن تفضح، ونعوذ بالله أن يأتي يوم ونصطلح فيه مع صدام، ثم يأتي إلى الديار المقدسة. وهذه مشكلتنا، فليس لنا ولاءً، ولا عداوة ثابته، لأن هذه سياسة الغرب الذين يقولون: لا نعرف عداوات ثابته، ولا صداقات ثابته، ولكننا نعرف مصالح ثابتة. نقول: لا، أما إن آمن ورجع إلى الإسلام ((فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ))[التوبة:11]، لكن: المشكلة أيضاً أن تصلح الأوضاع السياسية بالرجوع إلى الأخوّة العربية -ولا أحد يتكلم بعد ذلك- وهذا لا يصح؛ لأننا إذا أردنا ذلك يجب أن نضع أمام الناس المعايير العقدية الصحيحة في الولاء والبراء، ونعلمهم إياها وبذلك نفضح حزب البعث ذا الجناحين (أي: يحكم دولتين) وله أحزاب في دول أخرى، كل كلامنا الآن عن جناح واحد ودولة واحدة، وهناك جناح يجمع مصيبتين عقيدة كفرية وهذه العقيدة الجديدة وإلى الآن لم تتغير ولم تتبدل، أما الذين عداوتهم مكشوفة صريحة من يهود ونصارى، فعداوتهم هي الحد الأدنى الذي يجب أن نعلمه نحن المسلمين.
    وأقول: بكل أسف إننا لا نعلم عنهم إلا ما يعرض عن هؤلاء في حضارتهم واختراعاتهم واكتشافاتهم وتطوراتهم وتقدمهم، أما عداواتهم وخططهم فمبسوطة ومكشوفة في كتبهم، وهذه الكتب مطبوعة ومقروءة ومع ذلك لا نعرضها، فهذا الذي يجب علينا نحن الدعاة وطلاب العلم معرفته، وأن ننبه علماءنا إليه، ولا نقول: إنهم معصومون! لكن كفاهم أنهم أجهدوا أنفسهم في طلب العلم، وأعطوا الفتاوى في عباداتنا وفي عقائدنا وفي معاملاتنا، وهذه ثغرات لا نستطيع أن نسدها نحن:
    أقلُّوا عنهم لا أباً لأبيكم من اللوم             أو سُدُّوا المكان الذي سدوا
    من منا يسد مكان العلماء؟ والله لا أحد؛ لكن نقول: نعم، عندهم تقصير في معرفة الواقع ونحن نستكملها، ليس من فضلنا عليهم، لكن لأننا نعايش الأحداث، أما هم فما عاشوا هذه الأحداث؛ بحكم الزمن الذي عاشوا أو بحكم أوضاع أخرى، فنقول: العلماء جزاهم الله خيراً نحن نكملهم ونتممهم ونبين لهم أمر الواقع، ومع ذلك أقول: المسئولية الأساسية علينا نحن طلبة العلم بالدرجة الأولى، فَكرِّوا فيمن سوف يخلفهم فأن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، ولكن بموت العلماء، حتى إذا هلكوا اتخذ الناس رؤساءَ جهالاً نعوذ بالله.
    فقد أصبحنا نسمع وفي أكثر من مكان من الرؤساء الجهال، فعلموا الأمة من الذي يمكن أن تسمع منه؟ إنهم أهل العلم والحق والفضل.
    وعلينا الآن أن نعد العدة لاستكمال واجب ودور العلماء من جهة؛ وفيمن يخلفهم -بإذن الله- في قيادة هذه الأمة عملياً من جهة أخرى. والحمد لله رب العالمين.